“ليس كلُّ ما يُعرف يقال، وأهل الشَّريعة والحقيقة مأمورون أن يخاطبوا النَّاس على قدر عقولهم؛ لئلاَّ يقع منهم تكذيبٌ لبعض الحقِّ الَّذي لا تدركه عقولهم وأفهامهم، ومثِّل ذلك بقول الشَّاعر:
شَرِبْنا شَرابًا طَيِّبًا عِنْدَ طَيِّبٍ
كَذاكَ شرابُ الطَّيِّبِينَ يَطِيبُ
شَرِبْنا وَأَهْرَقْنا عَلَى الأَرْضِ فَضْلَهُ
وَلِلأَرْضِ مِنْ كأسِ الكِرامِ نَصِيبُ
فليس كلُّ الشَّراب يُشرَب، ولكن يُراق بعضه أحيانًا.”
―
صالح الشاعر,
المختارات الشعرية للإمام أبي حامد الغزالي من كتاب إحياء علوم الدين